الخميس، 20 يناير 2011

التعلم الإلكترونى وتنمية الكفايات التدريسية لدى المعلمين

نعيش الآن فى عصر التقدم العلمى والتكنولوجي والذي انعكس تأثيره على التعليم الذي هو طريق التقدم والرقى لأي مجتمع ، وإذا كان المعلم يمثل أحد أركان العملية التعليمية ، فإن إعداده لابد وأن يواكب التطور المستمر فى التعليم ، وهذا يدعو المؤسسات التربوية المهتمة بإعداد المعلم إلى إعادة النظر فى برامج إعداد ه وتدريبه باستخدام المداخل التربوية ، وهناك مداخل كثيرة لإعداد المعلم منها المدخل التعليمي القائم على الكفايات والذي يعتبر أحد الاتجاهات الحديثة فى إعداد المعلمين وأكثرها شيوعاً وانتشارا । ولقد ظهرت فى الألفية الثالثة اتجاهات حديثة فى التعليم هدفت إلى تحسين إعداد المعلمين ورفع كفاءاتهم التدريسية وخلق فرصاً من التعلم أكثر فاعلية ، من خلال استخدام أساليب تربوية متنوعة تتيح للمعلم والمتعلم المرونة فى سير العملية التعليمية ، وتعمل على تحويل التعلم إلى تقنية عملية ومن هذه الأساليب : استخدام التعلم النشط ، وأسلوب التدريس المصغر ،التدريس بالتكنولوجيا الحديثة ، استخدام التعلم الذاتي ، تحليل التفاعل بين المعلم والمتعلم ، والتعلم عبر شبكة الإنترنت والتعلم الإلكترونى .
وفي الواقع أن التعلم الإلكتروني لا يحتاج إلى شيء بقدر حاجته إلى المعلم الماهر المتقن لأساليبه واستراتيجياته ، والمتمكن من مادته العلمية، والراغب في التزود بكل شيء حديث في مجال تخصصه، والمؤمن برسالته أولا ثم بأهمية التعلّم المستمر ثانياً .
والتعلم الإلكتروني يحتاج إلى المعلم الذي يعي بأنه في كل يوم لا تزداد فيه خبراته ومعارفه ومعلوماته فإنه يتأخر سنوات كثيرة، لذا فإن من المهم إعداد المعلم بشكل جيد حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلبه التعلم الإلكتروني، وهذا لا يمكن أن يأتي في ظرف أيام أو أشهر معدودة بل يحتاج الأمر إلى عمل دءوب وجهد متواصل وتوعية دائمة.
وهناك العديد من المعلمين الذين يجيدون استخدام الحاسب الآلي إلى درجة الاحتراف ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه التقنية في العملية التعليمية والتربوية والممارسات الفصلية، وذلك بسبب غياب فلسفة التعلم الإلكتروني واستراتيجياته لديهم ، ومنهم من يوظفها توظيفا تقليدياً، يسيء إلى التعلم الإلكتروني أكثر مما يفيده، وذلك عندما تستخدم التقنية مع نفس ممارسات التعليم التقليدي، فيكون بذلك كمن " يلطخ وجه عجوز بمساحيق جميلة ".
إن المعلم لكي يصبح معلما إلكترونياً يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية أولا يقتنع من خلالها بأن طرق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون مناسبة مع الكم المعرفي الهائل التي تعج به كافة مجالات الحياة .
والجدير بالذكر، أن التعلم الإلكترونى لن يلغى تماماً التعليم التقليدي ، بل يعد رافداً جديداً داعماً له وفى ظل هذا النوع من التعليم يحصل الطلاب على بعض الأنشطة التعليمية والواجبات المدرسية المعتمدة على الوسائط المتعددة ।
إذاً لابد له من تعلم المعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، حتى يتمكن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدوات التعلم الإلكتروني। إن الإدارة الواعية المتفتحة والمعلم المخلص لرسالته هما اللذان يعيا هذه المعاني، فيعلمون أن التعلم الإلكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة مبهرة للزائرين، بل هو بالدرجة الأولى معلم يمتلك كل المواصفات التى تحدثنا عنها .
إعداد
أحمد عبد الحميد أحمد مصطفى
مدرس مساعد بكلية التربية بالغردقة
http://www.ahmedhamid.com

ليست هناك تعليقات: