الأحد، 24 أبريل 2011

تصور مستقبلى للإرتقاء بالعملية التعليمية

اولا:مفهوم تخطيط المنهج

التخطيط عملية مستمرة يسبقها التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل .

ويعني: وضع تصور عام للمنظمة التعليمية بمكوناتها المختلفة والعناية بالمؤسسات التعليمية للوصول الى الأهداف المنشودة.

أو هو : الوظيفة الإدارية التي تتضمن تقرير ما يجب عمله مقدما فالتخطيط يتضمن تقرير الأهداف والسياسات والإجراءات وغير ذلك من الخطط التي يتطلبها تحقيق أهداف المؤسسة.كما يمكن تعريفه بأنه: رسم صورة مستقبلية لما ستكون عليه الأعمال ورسم السياسات والإجراءات المناسبة للوصول الى الأهداف والغايات المرجوة في اقل جهد وتكلفة ممكنة .

وهو: تجميع معلومات وتحديد وإبراز عناصرها مع وضع افتراضات وتوقعات إيجابية لأعمال مستقبلية يقوم بها الفرد أو أفراد معينون لتحقيق أهداف معينة للنهوض والارتقاء بمستوى الأداء في المؤسسة أو الجهة التعليمية والتخطيط في جوهره لا يخرج عن كونه عملية منظمة واعية لاختيار أحسن الحلول الممكنة للوصول الى أهداف معينة أو بعبارة أخرى: هو عملية ترتيب الأولويات في ضوء الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة.1

تعريف اخر: "يعرف التخطيط بشكل عام بأنه رسم الصورة المستقبلية للمجتمع وذلك من خلال تحديد العمل الذي ينبغي اتباعه في توجيه النشاط البشري لتحقيق أهداف معينة في فترة زمنية معينة
ثانيا: أهمية التخطيط
ترجع أهمية التخطيط للمنهج المدرسي لمكانته في العملية التربوية فهو الوعاء الذي يأخذ منه المتعلمون معارفهم وخبراتهم وتنتج عنه سلوكياتهم وتتركز أهميته في اهتمامه بالمتعلمين في اتجاهاتهم وميولهم واهتمامهم واهتمامه بالتغيرات الحادثة في المجتمع المحيط بالطالب في عاداته وتقاليده وثقافته ومواكبته للتقدم العلمي والتكنولوجي إذ أن نجاح المنهج يعتمد بدرجة كبيرة على التخطيط الدقيق له وترجع أهميته أيضاً إلى أنه يعكس فلسفة المجتمع وتوجهاته العامة.
ثالثا: أنواع التخطيط
وينتج عنه خطة كاملة وشاملة في ذاتها تبين مسار العمل وإجراءاته طوال الفترة التي يتم التخطيط للعمل فيها وعادة ما يستغرق سنة دراسية أو فصل دراسي كامل أو قد يتجاوز ذلك إلىعدة سنوات وبرغم فوائد هذا النوع من التخطيط فانه أعقد وأصعب أنواع التخطيط لأنه يتعلق بالمستقبل البعيد الذي يتصف بالغموض.
2- التخطيط المتوسط المدي
وهو جزء من التخطيط طويل المدى ويضم أنشطة وإجراءات في عدة مجالات من مجالات العمل المدرسي وقد يكون لها اهدافها الخاصة ولكنها نابعة من الأهداف العامة للخطة طويلة المدى ويستغرق هذا النوع عادة شهرا أو عدة شهور أو عدة أسابيع فقط.

3- التخطيط قصير المدي
وهو أيضا جزء أو أجزاء من الخطة طويلة المدى تستغرق يوما أو أسبوعا تنفذ فيها الإجراءات التي تحقق أهدافها والتي تهدف بالطبع لتحقيق أهداف الخطة الشاملة طويلة
رابعا: مقومات التخطيط
1- الواقعية
ويقصد بها أن تكون الخطة مرتبطة بالواقع المدرسي من حيث إمكانياته المادية والبشرية مع مراعاة التكلفة المادية لتنفيذ الخطة.

2- تحديد الأهدافوهي التسلسل المنطقي لعناصر الخطة فهناك ما ينبغي البدء به وهناك ما يجب أن يأتي في مرحلة تالية أو بمعنى آخر: تحديد الأهم فالمهم مع القناعة بالمبررات التي تحددت على ضوئها هذه الأولويات
-
3- التكامل
بحيث يجب أن تكون هناك نظرة شاملة للخطة من حيث تكامل وتفاعل وتواصل كافة عناصرها لان كل جانب منها يتأثر بالجوانب الأخرى ويكملها.

4- الاستمرارية
بحيث لا تتوقف الخطة في إحدى مراحلها وان يربطها خط واحد بدءا بالأهداف وانتهاء بالتقويم

5- المرونة
فيجب أن تكون الخطة قابلة للتعديل عند وجود أي طارئ أو أي عائق لتنفيذها كما يجب أن تكون قابلة للتبديل بحيث تشمل على بدائل يمكن اللجوء إليها عند الضرورة.

6- الكفاية والدقة
بمعنى أن يكون التخطيط محققا للأهداف بأقل التكاليف وأقل الانحرافات لذا يجب تحري الدقة في جمع المعلومات والبيانات وبحثها وتقدير الاتجاهات المختلفة كما أن من الكفايات التعليمية للمدير أو المعلم أو رائد النشاط المقدرة على التخطيط الأمر الذي يساعدعلي تحقيق الأهداف
خامسا: شروط التخطيط
- أن يقوم علي حاجات حقيقية وفق مايوجد من المعلومات والبيانات
2- أن يكون مرن وقابل للتعديل وفق مايوجد من ظروف
3- أن يكون جماعيا وليس فرديا
4- دراسة وتحديد الأمكانيات المتاحة لتنفيذ الخطة
5- يستند علي الواقع والدراسة العميقة والصحيحة له
6- أن يكون هناك تخطيط قصير المدي وبعيد المدي مع مراعاه عدم وجود تضارب بينهما
7- يستند علي الخبره والبحوث السابقة
8- تمتاز الخطة بالشمول والوضوح والمحدودية
9- ألاتهتم الخطة بالنواحي الشكلية أوالسطحية فقط
10- أن تكون أهداف الخطة واضحة ومحددة وقابلة للتنفيذعلي مدي زمني معقول
11- أن يكون هناك تقويم مستمريسير جنب الي جنب مع تنفيذ الخطة
علي التخطيط مراعاة مايلي
1- أهداف المجتمع والعمل على تطويره.
2- معرفة المراحل العمرية للمتعلمين وخصائصهم وحاجاتهم وقدراتهم وأساليب إشباع هذه الحاجات.
3- معرفة نوعية المعلمين ومستوياتهم العلمية والمهنية.
4- دراسة المناهج والأنشطة والتطبيقات التي تقوم عليها وتحليلها والمتطلبات الأساسية لتنفيذها.
5- دراسة مشكلات التلاميذ الاجتماعية.
6- دراسة المبنى المدرسي والتجهيزات والإمكانيات المادية المتوفرة فيها والتي من شانها أن تساعد أو تعوق تحقيق الأهداف.
سادسا: مميزات لتخطيط
1) انه عملية استراتيجية منظمة تتضمن معلومات وخطوط عريضة.
2) انه عملية لها أهداف وافتراضات يتحقق من خلالها رسم إطار منظم لمشروع أو نشاط معين لتحقيق المأمول.
انه يجعل المشروع إيجابيا يتوخى له النجاح بتظافر جميع الجهود من مخططين ومنفذين.
سابعا: مراحل التخطيط
1- المرحلة التمهيديةوفيها يتم رسم وتحديد أهداف الخطة العامة في ضوء الإمكانات المادية والبشرية المتاحة ومراجعة تلك الأهداف لوضعها في صورتها النهائية.
2- تحديد الأهداف التفصيليةوفيها يتم تحديد الأهداف لكل المجالات التي تشملها الخطة بصورة اكثر دقة وتفصيلا وهي البداية الحقيقية للممارسات الفنية المتخصصة في مجال التخطيط.
3- وضع الأطار الخاص بالخطة وفي هذه المرحلة يتم وضع الخطط الفرعية لكل المجالات.
4- مرحلة اقرار الخطةوذلك لمناقشتها بعد وضعها في الصورة النهائية مع جميع من لهم علاقة بعمليتي التخطيط والتنفيذ وإجراء التعديلات المناسبة والتأكد من قابلية الخطة للتنفيذ وعدم تعرضها لأي عقبات.
5- مرحلة اعتماد الخطة
6- تنفيذ الخطةحيث يتم فيها توزيع الأدوار والمهام وذلك للقيام بجميع الإجراءات والأنشطة المختلفة لتحقيق الأهداف المحددة وتشمل هذه المرحلة عمليتين أساسيتين هما: المراقبة والتصحيح.1
7- التقويم والمتابعةبشكل دوري أو مستمر وبشكل نهائي أو ختامي وذلك لإجراء التعديلات المناسبة عند الضرورة والتعرف مرحليا على ماتم إنجازه وماتم تحقيقه من أهداف.
والتقويم النهائي للتعرف على مدى نجاح العاملين في تحقيق الأهداف والاستفادة من السلبيات والإيجابيات عند التخطيط مستقبلا
ثامنا: مبادئ التخطيط
1- مراعاة مبدأ ترتيب الأولويات:الأمكانيات المتاحة لاتسمح بتحقيق كل الأهداف في وقت واحد,فذلك يستدعي ترتيب المشروعات التي تتضمنها الخطة,وذلك وفقا لأهميتهاعلي أساس أن نبدأ بماهوأكثرأهمية,ثم بما هو مهم,ثم بماهوأقل أهمية وهكذا.
2-مراعاة الواقع والأمكانيات المتاحة:عندبناء الخطط يجب مراعاة الوضع الراهن بكافة ظروفة وأبعاده وامكانياته الحالية وكذلك امكانياته المتوقعة,وبدون هذايصبح التخطيط نوعامن الأحلام وضربامن الخيال
3- الأخذ بمفهوم الشمول والتكامل:يقصدبالشمول أن يراعي عندوضع الخطة أن تكون شاملة لجميع الجوانب متضمنة لجميع العوامل والعناصر,التي لهادور في العملية التربوية,أماالتكامل يستدعي دراسة العلاقات بين الجوانب النتعددة,ومعرفة تأثيركل جانب علي الجوانب الأخري سلبا وايجابا بحيث تتضافركل هذه الجوانب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف بطريقة أقتصادية, وهذا لايتم الا في ضوء نوع من التكامل تتضافر فيه الجهود وتستثمر فيه كافة الأمكانيات وفق لما يستطيع أن يقدمه كل جانب.
4- دقة البيانات والأحصائات:لابد من استناد التخطيط علي بيانات دقيقة,بدونها لايمكن للتخطيط أن يحقق أي هدف من الأهداف التي ننشدها ونعمل علي تحقيقها.
5- المرونة:من الضروري أن يتصف التخطيط بالمرونة اذ قدتحدث عند تنفيذ الخطة ظروف لم تكن متوقعة,أو قد تطرأ أحداث لم تكن في الحسبان ويستدعي هذا ادخال تعديلات علي الخطة,بحيث تصير دائما نحو تحقيق الهدف المنشود,متخطية كل مايقابلهامن مشاكل ومايصادفها من عقبات.
6- الأستمرارية:ينبغي أن تكون عملية التخطيط مستمرة متصلة وليست لفترة محدودة حتي لاتصاب العملية بالجمود والتخلف. 1
7- الديمقراطية:لابدأن يشترك في عملية التخطيط أفراد عديدة من المهتمين بعملية التعليمية من معلمين وأولياء أمور ومتخصصين في مجالات متعددة لضمان عدم وجود قصور يحدث من قيام مجموعة معينة بالتخطيط
تاسعا: مستويات التخطيط
اولا: التخطيط للمنهج علي المستوي القومي(المركزي):-
هناتقع مسئولية تخطيط المناهج علي عاتق أجهزة التعليم المركزية المسئولة عن التعليم في الدولة,حيث تقوم الأجهزة المركزية بالتخطيط الشامل للمنهج وتحديد الأهداف التعليمية ووضع المقررات والكتب المدرسية وأساليب التقويم المختافة.ومن هناتكون المناهج للمواد الدراسية المختلفة موحده لدي جميع المدارس علي المستوي القومي.ومثل هذا النظام ينطبق في جمهورية مصرالعربية ومعظم الدول العربية.
ويحدث ذلك عن
طريق مراكز بحوث متخصصة في تخطيط وبناء المناهج,أوعن طريق أجهزة خاصة مسئولة عن التخطيط للمناهج موجودة ضمن أجهزة ووزارات التعليم المركزية,أو عن طريق لجان للمناهج تشكل لهذا الغرض وتضم الخبراء اللازمين لذلك.
***هناك بعض المأخذ علي هذا النظام ومنها:
1 لايعطي فرصة لأجهزة التعليم المحلية للمشاركة بدور ايجابي في عمليات تخطيط وبناء المناهج,ممايجعلها لاتتحمس لتطبيقها.
2.مركزية المناهج وتصميمهافي قالب واحدلكل البيئات والمجتمعات المحلية يجعلهاذات طابع جاند لايتناسب مع جميع البيئات والمجتمعات المحلية داخل الدولة الواحدة.
ثانيا:التخطيط للمنهج علي المستوي المحلي (اللامركزي):-
هناتقع مسئولية تخطيط المناهج علي عاتق أجهزة التعليم المحلية,ويقوم المسئولون عن التعليمعلي المستوي المحلي بتخطيط وبناء المناهج,بمايتناسب مع البيئات المحلية وبذلك لاتكون مناهج المواد الدراسية المختلفة موحدة علي المستوي القومي وتختلف من مستوي محلي لاخر.وقد يكون المستوي المحلي وحدة تعليمية كاملة وقديصل الأمر الي أن يكون التخطيط علي مستوي المدرسة أوعلي مستوي الفصل الدراسي,ومثل هذا النظام يطبق في بعض الدول كأمريكا وبريطنيا.
***هناك بعض المأخذ علي هذا النظامومنها:
v الاهتمام بتحقيق الأهداف المحلية قديطغي علي تحقيق الأهداف التعليمية علي المستوي القومي
v لامركزية المناهج قد تؤدي الي عدم توفير مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص لكل المجتمعات والبيئات المحلية والطلاب علي المستوي القومي.
   
منهنا يتبين ان لكل النظامين السابقين مزاياوعيوب,لذلك فيمكن الأخذ بهذين النظامين معا,بشرط أن يتضح دور الأجهزة المركزيةوالأجهزة المحلية في اعداد المنهج.




شريف سيد مصطفى
كلية التربية بالغردقة

ليست هناك تعليقات: